کد مطلب:350963 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:154

علم الإمام یجب الاعتقاد به
لما كان نصب الإمام واجبا علی الله جل شأنه من باب اللطف،

وكانت معرفته بعد وجوب واجبة أیضا، عقلا ونقلا، كانت تلك المعرفة له یجب أن تكون بشخصه كافة صفاته، بحكم العقل وصراحة النقل. فإذا وجب هذا كله، وجب أن یكون الإمام أفضل الناس فی جمیع الصفات الحمیدة، وإذا وجب هذا أیضا وجب أن یعتقد من یقول بالإمامة بأن الإمام جامع لصفات الفضل ممتازا بها علی العالم بأسره.



[ صفحه 100]



ومن تلك الصفات (العلم) وهذا مما لا ینبغی الریب فیه، كما أن البحث فی تفصیل هذه الأمور مذكور فی كتب الكلام، فی أبواب الإمامة، فلا یلزم ذكرها هنا، وإنما الذی یلزم البحث عنه فی هذا المقام أمران: الأول: هو أن علم الإمام - بعد وجوب الاعتقاد به - هل یجب علی نحو التفصیل أو یكفی الاجمال. الثانی: إن هذا الاعتقاد ضروری، بحیث یكون من لا یعتقد ذلك منكرا لضروری من الضروریات فی الدین. أولیس الأمر كذلك؟ أما الأول: فلم نجد دلیلا یرشدنا إلی وجوب الاعتقاد تفصیلا. نعم أقصی ما یدل علیه العقل، هو أن الإمام یجب أن یكون أعلم الناس فإذا وجب هذا، وجب علی القائل بالإمامة الاعتقاد بذلك، لأنه من شؤون الإمامة ولوازمها. ومن أرشده الدلیل إلی التفصیل وجب علیه الاعتقاد بما وضح لدیه، لأنه من شؤون الإمامة عند ذاك.. وكیف نستطیع أن نقول بوجوب الاعتقاد بالتفصیل مطلقا، والمعرفة التفصیلیة متعذرة لمثل النساء والأطفال، بل وعامة الناس. وأما الثانی: ففیه تفصیل، وذلك لأن مثل الصبیة والنسوة بل والسواد العام لا یتعقلون فی أن علم الإمام، علی نحو ما أشرنا إلیه من الضروریات وإن من یتعذر فی شأنه فهم الشئ وإدراكه والوصول إلی كنهه كیف یكون اعتقاده به ضروریا نعم إن ذلك إنما یتأتی فی شأن الخواص وأهل العلم ومن قام لدیه الدلیل علی وجوب اتصاف الإمام بتلك الخصال الكریمة، فإن العلم بالنسبة إلیه



[ صفحه 101]



ضروری وإنكاره شأن إنكار الضروریات فی الدین. إن لطف الإمامة إنما هو بما یتحمله الإمام من مسؤولیة الهدایة والإرشاد، ولا یتحمل تلك المسؤولیة، ما لم یكن متقمصا بتلك الصفات الجمیلة، فإنكار بعض صفاته التی بها امتیازه إنكار للطف الإمامة، فمن ثم یتضح لدیك أن العلم من ضروریات الدین، وإنكاره إنكار للضروری. فلا غرابة إذا لو قلنا بوجوب الاعتقاد بعلم الإمام علی نهج الاعتقاد بسائر صفاته، بل هو أظهرها. كما أن إنكاره للخواص وأهل المعرفة إنكار للطف الإمامة. وكیف لا یكون العلم حینئذ ضروریا لهم خاصة.